من مفارقات القهر!

06 أكتوبر 2023 01:03 ص
مقال- مرزوق الحلبي

عندما يتحدث (أو تتحدث لا فرق) العربية يكون حرف العين على لسانه “عين” واضحة والراء “راء” كاملة والخاء خاء تامّة ـ وعندما ينتقل إلى العبرية تصير اللثغة أشكنازية خالصة، فالعين “غين” والراء “غيش” والحاء “خاء”..

ـ قد يتعلّم في أرقى جامعات البلاد والخارج وينال الشهادات العليا ويبرز في نظريات علم الاجتماع والتاريخ وعلوم السياسة والقانون والجندر ـ ويعود إلى بلده فإذ هو فارس القبيلة، تنطبق النظريات التي بدّع فيها على كل شيء ما عداه!

ـ يتحدّث بالعبرية فيصير دمقراطيا متنوّرا ومُنفتحا وحواريًا ومارتن لوثر كينغ وفولتير ـ وما أن يعود إلى لغة أمّه وأبيه فإذ به مطبوعا على الاستبداد والعنف يستعمل الجواسيس والأعوان في كمّ الأفواه،

ـ عندما يتحدث بالعبرية يشكو التمييز والإقصاء والازدراء وعندما يعود إلى أهله يتعامل معهم بازدراء واستعلاء ويصير طاغية إذا وصل أو مؤيدا لديكتاتو، كما هو حاصل.

ـ عندما يتحدث بالعبرية يصوّر نفسه نصير المرأة مناضلا في مجتمعه ضد قمعها ـ ويعود إلى بلده فيكون شوفينيًا مُستغلّا للمرأة وقضيتها.

قد يشتغل الواحد منهم أو منهن أكثر من نصف عمره في ملاءمة نفسه إلى توقّعات القاهر فلا هو نفسه ولا هو قاهره!

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك

عاجل