فهرس المحتوى [إظهار]
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" بُثّت الخميس، أن إسرائيل تعتزم "السيطرة على قطاع غزة"، مع نفي نية "حكمه"، ما اعتُبر انقلابًا واضحًا على مسار المفاوضات، وفق رد حركة "حماس"، التي حمّلت تل أبيب مسؤولية تعطيل الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة.
وقال نتنياهو، ردًا على سؤال حول نية إسرائيل فرض سيطرتها الكاملة على القطاع: "نعتزم ذلك. لا نريد الاحتفاظ به، بل نريد إقامة منطقة أمنية دون أن نحكمه"، مضيفًا: "نسعى لتسليمه لقوات عربية تديره بكفاءة دون تهديد إسرائيل، لكن هذا غير ممكن مع حماس".
وجاءت هذه التصريحات قبيل اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت)، الذي ناقش مستقبل العمليات في غزة. ووفق تسريبات إعلامية، قال نتنياهو خلال الاجتماع: "الطريقة الحالية لم تحقق إطلاق سراح الرهائن، ولن نواصلها"، مؤكدًا استعداده للنظر في وقف إطلاق النار "إذا وافقت حماس على شروطنا".
زامير يحذر من احتلال غزة
وفي مداخلة داخل الاجتماع، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، عن معارضته الشديدة لخطة احتلال القطاع، محذرًا من كارثة إنسانية. وأكد أن عملية السيطرة الكاملة على غزة قد تستغرق من عام إلى عامين، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى وحدها ستمتد حتى أوائل 2026، وأن اجتياح مدينة غزة سيدمر بنيتها التحتية ويهدد حياة الرهائن.
وأضاف زامير أن القوات "منهكة والمعدات بحاجة إلى صيانة، إلى جانب تحديات إنسانية وصحية جسيمة"، فيما وصف عدد من الوزراء المشاركين في الاجتماع العملية الحالية بـ"الفاشلة".
حماس: تصريحات نتنياهو تكشف نواياه الحقيقية
من جانبها، ردّت حركة "حماس" في بيان، معتبرة أن تصريحات نتنياهو تمثل "استمرارًا لنهج الإبادة والتهجير القسري"، ومحاولة "للانقلاب على المسار التفاوضي". وقالت الحركة إن الخطة تكشف نوايا إسرائيل في التهرب من صفقة تبادل أسرى، وتؤكد نيتها التضحية بهم خدمة لأجندات سياسية داخلية.
وشدد البيان على أن "غزة ستبقى عصيّة على الاحتلال"، محذرًا من أن أي توسيع للعدوان "لن يكون نزهة" وسيُواجه بتكلفة باهظة.
ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بـ"التهديد الصريح"، والتحرك العاجل لوقف العدوان وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.
حمدان: سنعتبر أي قوة بديلة احتلالًا
وأكد القيادي في "حماس" أسامة حمدان أن أي قوة عربية تُشكّل في غزة وفق رؤية نتنياهو ستُعامل كقوة احتلال. وقال إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي تعكس "عجزه أمام المقاومة"، محذرًا من إدخال المنطقة في "مأزق جديد".
وأضاف حمدان أن "أسوأ ما فعله المجتمع الدولي هو منحه (نتنياهو) الوقت لاستكمال جرائمه"، محمّلًا القوى الدولية المسؤولية عن تصاعد الكارثة الإنسانية.
أوضاع إنسانية مأساوية
بالتزامن، أفاد الدفاع المدني في غزة، باستشهاد 35 شخصًا الخميس نتيجة غارات وقصف إسرائيلي، فيما تشير إحصاءات وزارة الصحة في القطاع إلى أن عدد الشهداء ارتفع إلى 61,258، والمصابين إلى 152,045، إلى جانب أكثر من 9,000 مفقود، وسط استمرار المجاعة والنزوح القسري.
وتظهر استطلاعات الرأي في إسرائيل أن 52% من الإسرائيليين يحمّلون حكومتهم المسؤولية الكاملة أو الجزئية عن فشل التوصل إلى اتفاق مع "حماس".
اقرأ/ي أيضاً: وسائل إعلام عبرية: الوسطاء يضغطون لوقف خطة احتلال غزة وإعادة المفاوضات