استشهد العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، وسط تصاعد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي والهجوم على حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بينما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ نسبة إشغال أسرّة المستشفيات بلغت 300 بالمئة.
وذكرت مصادر طبية وشهود عيان أن جيش الاحتلال قتل منذ ساعات الفجر الأولى نحو 30 فلسطينيا، بينهم 8 من منتظري المساعدات، وذلك في إطار حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
واستهدف جيش الاحتلال منازل وخياما تؤوي نازحين ومنتظري المساعدات في شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد العشرات بينهم 5 فلسطينيين من عائلة واحدة، هم زوجان وأطفالهما، إثر غارة جوية استهدفت خيمة نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر صحفية نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد عائلة مكونة من 5 أفراد من عائلة الداعور، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وهم: عطية الداعور (35 عاما)، وزوجته أسماء (31 عاما)، ونجليه معتز (4 أعوام)، ومعاذ (7 أعوام)، وابنته ماريا (9 أعوام).
وفي غارة أخرى، استشهد 4 فلسطينيين بينهم أطفال بخيمة للنازحين قرب الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، إضافة إلى استشهاد طفلين من عائلة المصري وإصابة آخرين في قصف على منزل قرب شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب المدينة.
وفي حي الزيتون، استشهد 4 فلسطينيين من عائلة واحدة وأصيب آخرون إثر غارة إسرائيلية استهدفت مبنى الأوقاف الذي يؤوي نازحين في شارع البساتين، ما أدى إلى اندلاع حريق بالمكان.
وهم: الشقيقان سما (10 أعوام)، وساجد هشام أحمد أبو سحلول (3 أشهر)، ووالدتهما أريج ناهض أبو سحلول (32 عاما).
ويواصل جيش الاحتلال عمليات تفجير وتدمير منازل المواطنين في حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة، وسط سماع لدوي انفجارات عالية، وتصاعد لأعمدة الدخان الكثيف.
وصعّد جيش الاحتلال منذ 11 آب/ أغسطس عمليات قتل وتهجير قسري وتدمير منازل بحي الزيتون، في إطار خطة تدريجية لإعادة احتلال قطاع غزة.
وفي 8 الشهر الجاري، أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
وفي سياق متصل، استشهد 8 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات شمال مخيم النصيرات، بحسب مستشفى العودة.كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف مروحية إسرائيلية استهدف شقة في شارع العشرين بالمخيم.
وفي غارة أخرى، استشهد فلسطينيان أحدهما طفلة وأصيب آخرون إثر قصف منزل لعائلة درويش قرب مقبرة السوارحة غرب النصيرات. كما استشهد فلسطيني في غارة منفصلة استهدفت منزلا قرب مخبز الحاج بالمخيم ذاته.
وامتد القصف الإسرائيلي إلى جنوب قطاع غزة وتحديدا في مدينة خانيونس، حينما استهدف منزلاً لعائلة أبو سحلول، ما أدى إلى استشهاد سيدة وطفليها أحدهما رضيع.
وأصيب 12 فلسطينيا بجروح في غارة لطائرة مسيرة إسرائيلية، استهدفت خيمة نازحين قرب مستشفى الهلال الميداني في مواصي خان يونس.
الجيش الإسرائيلي يصادق على خطة عربات جدعون 2 لاحتلال مدينة غزة
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وافق على خطة هجوم الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أنه تم إرسال ما يقارب من 60 ألف أمر احتياطي.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية كشفت، في وقت سابق، تفاصيل من بشأن العملية العسكرية المرتقبة في غزة، حيث أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يُكثّف وتيرة استعداداته للعملية في غزة، والتي من المتوقع أن تبدأ في الأسابيع المقبلة، قبل الموعد المتوقع.
وبحسب القناة 12، تشمل الاستعدادات جوانب عملياتية، بالإضافة إلى خطوات تتعلق بالجهود الإنسانية.
وأوضحت أنه من المتوقع إرسال عشرات الآلاف من أوامر الطوارئ الثامنة إلى جنود الاحتياط خلال الأيام المقبلة.
وقالت إنه من المتوقع صدور الموافقة غدا على تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط، مشيرة إلى أن ذلك يشمل 60 ألف أمر استدعاء، بالإضافة إلى تمديد خدمة حوالي 20 ألف جندي احتياطي قيد التعبئة بالفعل، ليبلغ إجمالي القوة البشرية حوالي 80 ألف جندي.
وقد أفاد جنود في الألوية الميدانية، منذ ليلة أمس (الثلاثاء)، باستلامها.
خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، قرر رئيس الأركان الإسرائيلي تمديد خدمة جنود الاحتياط الذين أمضوا 70 يوما، أو من المتوقع أن يُكملوا 70 يوما منها، لمدة 40 يوما.
وأوضحت أنه في إطار الاستعدادات، من المقرر إنشاء مستشفيين ميدانيين إضافيين، إلى جانب توسيع شبكة مراكز توزيع المعدات الإنسانية، حيث تعمل حاليا 4 مراكز، ويعتزم الجيش الإسرائيلي مضاعفة عددها إلى 8.
وتهدف الخطة طويلة المدى إلى الوصول إلى 16 مركزا، ولكن لا يوجد تمويل كافٍ لذلك في هذه المرحلة. ويأمل الجيش الإسرائيلي في الحصول على مساعدة أميركية لإكمال هذه العملية.
وستشمل المرحلة الأولى من العملية محاولة إجلاء السكان إلى منطقة المواصي جنوب قطاع غزة. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن السكان لن يستجيبوا جميعا لنداء الإجلاء. مع بدء العملية، سيتم فتح ممر مخصص لنقل السكان عبره.
ووفقا للقناة 12، فقد قدّم رئيس الأركان إيال زامير لوزير الدفاع كاتس الخطط العملياتية لاحتلال مدينة غزة.
وتهدف هذه الخطوة، من وجهة نظر المؤسسة الأمنية، بالدرجة الأولى إلى الدفع نحو صفقة تبادل أسرى. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، سيتم توسيع العملية إلى عملية أوسع نطاقا، وفقا لتعليمات القيادة السياسية.
يعمل الجيش االإسرائيلي بالفعل داخل مدينة غزة، بما في ذلك أحياء الزيتون والصبرة والفرقان. وتعمل القوات على مشارف مدينة غزة، وقد بدأت عمليات إخلاء السكان.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، أن نسبة إشغال المستشفيات بلغت 300 في المئة، وأن ذلك يظهر حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي تتسبب بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في تدوينة نشرها مدير عام الوزارة منير البرش، عبر منصة "إكس"، وقال فيها إن "نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات بلغت 300"، مضيفا أن هذا الرقم "غير المسبوق (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي نعيشها اليوم".
وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و64 شهيدا، و156 ألفا و573 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصا، بينهم 112 طفلا.