الموت أكثر رحمة.. شهادات من غزة مع تكثيف الهجوم الإسرائيلي

17 سبتمبر 2025 05:06 م
متابعات - مصدر الإخبارية


أدلى سكان من غزة بشهاداتهم عن الوضع المأساوي في المدينة، بعد تكثيف الجيش الإسرائيلي قصفه وتوسيع هجومه البري، معتبرين أن "الموت أكثر رحمة" من هذه الحرب.









وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إقامة "مسار انتقال موقت" لخروج سكان مدينة غزة منها، غداة تكثيف هجومه على كبرى مدن القطاع المدمر، بعد قرابة عامين من الحرب.


ونشر المتحدث باسم الجيش بيانا جاء فيه: "من أجل تسهيل الانتقال جنوبا يتم فتح مسار انتقال موقت عبر شارع صلاح الدين"، مشيرا الى أنه سيتاح الانتقال عبره "لمدة 48 ساعة" من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.


ويمتد شارع صلاح الدين بموازاة ساحل القطاع من شماله إلى جنوبه.


إلا أن شهود عيان أكدوا عدم عمل الطريق لحد الأن، ولم يسجل وصول حافلات نازحين عبر صلاح الدين الذي علن عنه جيش الاحتلال حتي هذه اللحظة.

وكثف الجيش في الأسابيع الماضية إنذاراته لسكان مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع، بوجوب مغادرتها والانتقال إلى "منطقة إنسانية" أقامها في جنوب القطاع، مع استعداده لشن هجوم يهدف الى السيطرة على المدينة.


وأكد الجيش الثلاثاء أنه بدأ توسيع عملياته البرية في مدينة غزة مع تعرضها لقصف كثيف ومتواصل، وأشار الأربعاء إلى قصفه "أكثر من 150 هدفا" في مدينة غزة منذ توسيع الهجوم.


وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة، اتهمت إسرائيل الثلاثاء بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة.


وكانت الأمم المتحدة قدرت أواخر أغسطس عدد المقيمين في مدينة غزة ومحيطها بنحو مليون نسمة، وسجلت حركة نزوح كثيفة من المدينة خلال الأيام الأخيرة، سيرا أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية.


وقدر الجيش الإسرائيلي الأربعاء بأن عدد الذين اضطروا لمغادرة مدينة غزة "تجاوز 350 ألف شخص"، علما أن كثيرين من الفلسطينيين يتشبثون بالبقاء فيها ويشددون على عدم وجود مكان آمن يلجأون إليه.


"الموت أرخص"


وقالت أم أحمد يونس (44 عاما) التي لا تزال تقطن بيتها المدمر جزئيا في مدينة غزة، إنها لن تغادرها.


وأوضحت لـ"فرانس برس": "القصف هنا كما هناك. الموت أرخص وأكثر رحمة"، موضحة أنها لا تمتلك المال الكافي لتدبر تكاليف السفر والنقل.


من جهتها، قالت فاطمة لبد (36 عاما) التي نزحت مع 10 أشخاص من أفراد عائلتها نحو جنوب القطاع، إنهم اضطروا للنوم ليلا في العراء بجوار البحر في دير البلح (وسط).


أضافت: "لا يوجد مكان نضع فيه الخيمة. مشينا أغلب المسافة من غزة على أقدامنا، الشوارع مكتظة والقصف متواصل. لم نعد نحتمل ما يحصل لنا، كأننا نعيش يوم القيامة أو الجحيم. حتى الجحيم أهون".


وتواصلت عمليات القصف الإسرائيلي على المدينة في وقت مبكر من صباح الأربعاء، حيث قتل عشرات الفلسطينيين وفق الدفاع المدني في غزة.


وأثار الهجوم على مدينة غزة تنديدا دوليا واسعا، في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يشهده القطاع المحاصر، الذي بلغ حد إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة في أغسطس.


وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من أن إسرائيل عازمة على "الذهاب حتى النهاية" في حملتها العسكرية في غزة، وليست منفتحة على محادثات سلام جادة.


وكان مسؤول عسكري إسرائيلي قال الثلاثاء إن ما بدأه الجيش هو "الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة"، مشيرا إلى تقديرات عسكرية بوجود ألفين إلى 3 آلاف مقاتل من حماس في المدينة.


وأوضح: "وسعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".


وأتى إعلان هذه المرحلة الجديدة غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل، بعد أيام من استهدافها قادة حماس في الدوحة.


وجدد وزير الخارجية الأميركي دعم بلاده لإسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة في الحرب، خصوصا القضاء على حماس واستعادة الرهائن المحتجزين.


وقال رئيس أركان الجيش إيال زامير، الثلاثاء: "هدفنا تكثيف الضربات ضد حماس حتى هزيمتها الحاسمة".


واعتبرت حركة حماس أن توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في المدينة ليس إلا "فصلا جديدا من فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج بحق أهلنا في غزة".


وتحول معظم مدينة غزة إلى أنقاض من جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة.







المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك

عاجل